الشهوات والفساد أي حالة كون سرعتهم إلى المفاسد كسرعة طيران الطير وحالة كونهم في المعاداة وظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع العادية بعضها على بعض أي يبقى هؤلاء الشرار على الأرض حالة كونهم (لا يعرفون معروفًا) أي لا يمتثلون مأمورًا من مأمورات الشرع (ولا ينكرون منكرًا) أي لا يجتنبون منهيًا من مناهي الشرع (فيتمثل) أي يتصور (لهم الشيطان) بصورة إنسان (فيقول) لهم (ألا تستجيبون) إلى ما دعوتكم إليه (فيقولون) أي أولئك الشرار للشيطان (فما) ذا (تأمرون) به قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فيأمرهم) الشيطان (بعبادة الأوثان) والأصنام (وهم) أي والحال أن أولئك الشرار (في ذلك) الوقت أي في وقت عبادتهم الأوثان (دار) أي نازل عليهم (رزقهم) بكثرة كدرور الضرع اللبن الغير المنقطع والسماء المطر الغزير. وقوله (رزقهم) بضم القاف فاعل لدار لأنه اسم فاعل من دريدر، وفي المصباح در اللبن وغيره درًا من بابي ضرب وقتل أي أكثر أي كثير رزقهم يعني لا ينقطع عنهم بسبب كثرة مفاسدهم (حسن) أي واسع (عيشهم) أي معاشهم من مطعم ومشرب وملبس وعافية (ثم ينفخ) عليهم أي على أولئك الشرار النفخة الأولى (في الصور) وهي المسماة نفخة الصعق أي الإماتة، والصور قرن ينفخ فيه كما جاء في الحديث (فلا يسمعه) أي فلا يسمع نفخ الصور (أحد) من الناس (إلا أصغى) وأمال (ليتًا) أي جانبًا واحدًا من جانبي عنقه للسقوط على الأرض للموت (ورفع ليتًا) أي جانبًا واحدًا من جانبي عنقه لاستماع نفخ الصور، والليت بكسر اللام وسكون الياء آخره مثناة فوقانية صفحة العنق أي جانبه، والإصغاء الإمالة يعني أن كل من يسمع نفخة الصور فإنه يصغي جانبًا من عنقه للسقوط على الأرض ويرفع الجانب الآخر لاستماع النفخة وهو كناية عن سقوط رأسه على أحد الشقين بسبب الصعقة التي تأخذه عند ذلك فلا تمهله (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وأول من يسمعه) أي يسمع نفخ الصور (رجل يلوط) من باب قال أي يطيّن ويصلح (حوض إبله) وينظفه من الغثاء ليسقيها فيه الماء، يقال لاط الحوض يلوط لوطًا ولاطه يليطه ليطًا من باب باع إذا