للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَ أَحَدًا شَيئًا أَبَدًا. إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا: يُحَرَّقُ الْبَيتُ، وَيَكُونُ، وَيَكُونُ. ثُمَّ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - (لَا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا) - فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ

ــ

عبد الله والله (لقد هممت) وقصدت وعزمت اليوم على (أن لا أحدّث أحدًا) من الناس (شيئًا) من الحديث (أبدًا) أي ما عشت، ولفظ أبدًا ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان وإنما قال ذلك عبد الله بن عمرو لأنهم نسبوا إليه ما لم يقله فشق ذلك عليه ثم إنه لما علم أنه لا يجوز له ذلك ذكر ما عنده من علم ذلك اهـ مفهم (إنما قلت) لكم (إنكم سترون بعد قليل) من الزمن (أمرًا عظيمًا) أي فظيعًا يدل على قرب الساعة فمنه أنه (يحرق البيت) أي بيت الله تعالى يعني الكعبة وقد وقع تحريقه ورميه بالمنجنيق على يد جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان خليفة الوقت في الشام أو على يد جيش حجاج بن يوسف الثقفي الجائر نائب يزيد، قوله (يحرق) وعبارة القرطبي هنا قد كان تحريق البيت في عهد ابن الزبير وذلك أن يزيد بن معاوية وجه من الشام مسلم بن عقبة المدني في جيش عظيم لقتال ابن الزبير فنزل بالمدينة وقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام وهي وقعة الحرة وقد قدمنا ذكرها ثم سار يريد مكة فمات بقديد وولي الجيش الحصين بن نمير وسار إلى مكة فحاصر ابن الزبير وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها وجاء الخبر بموت يزيد فرجعوا اهـ من المفهم، وكان عبد الله بن عمرو إذ ذاك حيًّا، ورُوي أنه توفي أيام تلك الفتنة، (ويكون) كذا من الفتن (ويكون) كذا من الفتن الواقعة بين المسلمين يعني كنت ذكرت أشياء أخرى من الفتن التي ستقع قبل قيام الساعة (ثم قال) عبد الله - رضي الله عنه - (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج الدجال في أمتي فيمكث) الدجال في الأرض (أربعين) من كذا، قال عبد الله بن عمرو ولكن (لا أدري) ولا أعلم هل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أربعين يومًا أو) قال (أربعين شهرًا أو) قال (أربعين عامًا) والشك من عبد الله بن عمرو وقد ارتفع بالأخبار السابقة أنه أربعون يومًا على التفصيل المتقدم اهـ من المفهم. قال القاضي: ويرفع هذا الشك ما تقدم من أنها أربعون يومًا اهـ (فيبعث الله) سبحانه، معطوف على قوله يخرج الدجال أي فيُنزل الله (عيسى ابن مريم) من السماء لقتل الدجال حالة كون عيسى (كأنه عروة بن

<<  <  ج: ص:  >  >>