فاقتتلوا فهزمهم الله تعالى وقُتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وأبناءهم وأموالهم كذا ذكره ابن إسحاق بأسانيد مرسلة (فخرج فيها) أي في تلك الغزاة (سهمي) أي سهم قرعة سفري معه صلى الله عليه وسلم، وعند ابن إسحاق (فخرج سهمي عليهن) وهو يُشعر بأنه لم يخرج معه يومئذٍ غيرها (فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك) السفر (بعدما أنزل الحجاب) أي آية احتجاب النساء عن الرجال أي الأمر بالحجاب، وإنما قالت هذا توطئة للسبب في كونها مستترة في الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها فيه بخلاف ما كان قبل الحجاب فلعل النساء حينئذٍ كن يركبن ظهور الرواحل بغير هوادج أو يركبن الهوادج غير مستترات (فأنا أُحمل في هودجي) على الراحلة (وأُنزل) من راحلتي (فيه) أي في هودجي في (مسيرنا) وسفرنا ذلك لنزول الحجاب، وقوله: أُحمل وأُنزل بضم همزة أُحمل وأُنزل مع التخفيف بالبناء للمفعول فيهما، والهودج بفتح الدال مركب من مراكب العرب أُعد للبناء اه عيني، وقال القسطلاني: هو محمل له قبة تستر بالثياب ونحوها يوضع على ظهر البعير ويركب فيه النساء ليكون أستر لهن اه منه (فسرنا) إلى بني المصطلق كما في رواية البخاري (حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه) وجهاده ذلك (وقفل) أي رجع منه إلى جهة المدينة (ودنونا) أي قربنا (من المدينة آذن) رُوي بالمد وتخفيف الذال، ورُوي بالقصر وتشديدها جواب إذا أي أعلم (ليلة) أي قبل الفجر (بالرحيل) أي بالارتحال والذهاب من ذلك المنزل إلى جهة المدينة.
قولها:(فأنا أُحمل في هودجي وأُنزل فيه) وفي رواية ابن إسحاق (فكنت إذا رحلوا بعيري جلست في هودجي ثم يأخذون بأسفل الهودج فيضعونه على ظهر البعير) وهو معنى قولها في رواية مسلم أُحمل في هودجي وكذلك معنى قولها أُنزل فيه أي كانوا يُنزلون الهودج عن ظهر البعير إلى الأرض وهي فيه قوله: (مسيرنا) بنصب الراء تعني وقع ذلك في سائر مسيرنا أي سفرنا فهو منصوب بنزع الخافض. وقوله:(آذن ليلة بالرحيل)