للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَال: اللَّهُمَّ نَعَمْ

ــ

بالإلهام والتذكير والمعونة اهـ من المفهم (قال) أبو هريرة (اللهم) والغرض منه التعجيب أي أستعينك يا إلهي على توفيق الإقرار بما سمعت بقولي (نعم) سمعته صلَّى الله عليه وسلم يقول لك ذلك قال الأبي والحجة من الحديث إنما هي في إقراره رضي الله عنه لحسان على الإنشاد في المسجد لا في قوله أجب عنّي لأنه أعم من كونه في المسجد أو غيره وبالجملة فإنما يجوز أو يستحب إذا تضمن مصلحة دينية كما تقدم اهـ.

قال الأبي ذكر ابن رشيق من حديث هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلَّى الله عليه وسلم بنى لحسان منبرًا في المسجد ينشد عليه اهـ وقوله "أجب عني" قال القرطبي إنما قال ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلم لأن نفرًا من قريش كانوا يهجون النبي صلَّى الله عليه وسلم كابن الزبعرى وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمرو بن العاص وضرار بن الخطاب فقيل لعلي اهج عنا القوم الذين يهجوننا فقال إن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت فأعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عليًّا ليس عنده ما يراد من ذلك ثم قال ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم فقال حسان أنا لها وأخذ بطرف لسانه وقال والله ما يسرني به مقول "لسان" ما بين بصرى وصنعاء ذكره الأصبهاني في الأغاني [٤/ ١٣٧] وكان طويل اللسان يضرب بلسانه أرنبة أنفه وكان له ناصية يسدلها بين عينيه فقال رسول الله كيف تهجوهم وأنا منهم وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي فقال والله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين فقال أئت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك فكان يمضي لأبي بكر ليقفه على أنسابهم وكان يقول كف عن فلان وفلانة واذكر فلانًا وفلانة فجعل حسان يهجوهم فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا إن هذا الشعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة فقال حسان رضي الله عنه من بحر الطويل:

ألا أبلغ أبا سفيان أن محمدًا ... هو الغصن ذو الأفنان لا الواحد الوغد

ومالك فيهم محتد يعرفونه ... فدونك فالصق مثل ما لصق القرد

وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد

<<  <  ج: ص:  >  >>