للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَقَال: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنْكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيرَةَ. فَقَال: أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَجِبْ عَنِّي. اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ"؟

ــ

إنشاد الشعر في المسجد وكان قد بنى رحبة خارج المسجد وقال من أراد أن يلغط أو ينشد شعرًا فليخرج إلى هذه الرحبة.

وقد اختلف في ذلك فمن مانع مطلقًا ومن مجيز مطلقًا والأولى التفصيل وهو أن ينظر إلى الشعر فإن كان مما يقتضي الثناء على الله تعالى أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الذب عنهما كما كان شعر حسان كذلك أو يتضمن الحضّ على الخير فهو حسن في المساجد وغيرها وما لم يكن كذلك لم يجز لأن الشعر في الغالب لا يخلو عن الفواحش والكذب والتزين بالباطل ولو سلم من ذلك فأقلّ ما فيه اللغو والهذر والمساجد منزهة عن ذلك لقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: ٣٦] ولقوله صلَّى الله عليه وسلم: "إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن" رواه أحمد [٣/ ١٩١] ومسلم [٢٨٥] بلفظ إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر الحديث.

(فقال) حسان لعمر (قد كنت أنشد) الشعر وأقرؤه بضم الهمزة وكسر الشين من الإنشاد.

"فائدة" والفرق بين الإنشاد والإنشاء عند العروضيِّين أن الانشاد قراءة الشعر الذي وضع أولًا سواء كانت لك أو لغيرك والإنشاء ابتداؤه واختراعه من عندك من غير سابقية له (وفيه) أي والحال أن في هذا المسجد (من هو خير) وأفضل (منك) يا عمر أراد بذلك الأفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم التفت) حسان (إلى أبي هريرة) وهو في المسجد (فقال) حسان لأبي هريرة (أنشدك الله) أي أسألك يا أبا هريرة بالله الذي لا إله غيره (أسمعت) أي هل سمعت يا أبا هريرة (رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) لي في هذا المسجد (أجب عنِّي) الكفار يا حسان فيما انتقدوا وتقوّلوا به علي ويقول أيضًا (اللهم أيِّده) وقوّه على الإجابة عني (بـ) ـتلقين من (روح القدس) أي بالروح المقدس أي المطهر عن صفات النقص ككتمان ما أُوحي به إلى الأنبياء ومخالفة ما أُمر به يعني به جبريل - عليه السلام - كما صرح به في الرواية الأخرى اهجهم أو هاجهم وجبريل معك أي

<<  <  ج: ص:  >  >>