صلى الله عليه وسلم:(و) ثانيهما (أهل بيتي) وأصحاب قرابتي (أذّكركم الله) أي أعظكم بالله وأوصيكم بالله (في أهل بيتي) بمعرفة قدرهم وفضلهم وأداء حقوقهم، وقوله:(أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) بالتكرار مرتين توكيد لفظي للمرة الأولى (فقال له) أي لزيد بن أرقم حصين بن سبرة (ومن أهل بيته) صلى الله عليه وسلم: (يا زيد أليس نساؤه) وأزواجه (من أهل بيته) صلى الله عليه وسلم (قال) زيد: (نساؤه) وأزواجه (من أهل بيته) وسكنه (ولكن أهل بيته) أي ولكن المراد بأهل بيته في هذا الحديث هم (من حُرم) ومُنع (الصدقة) أي من أخذ الصدقة والزكاة (بعده) صلى الله عليه وسلم (قال) حصين بن سبرة: (ومن هم) أي ومن الذين حرموا ومُنعوا من أخذ الصدقة (قال) زيد: (هم آل علي) وأولاده وإن سفلوا (وآل عقيل) بن أبي طالب كذلك (وآل جعفر) بن أبي طالب كذلك (وآل عباس) بن عبد المطلب كذلك رضي الله عنهم أجمعين (قال) حصين لزيد: (كل هؤلاء) المذكورين (حرم الصدقة قال) زيد: (نعم) حرموا الصدقة.
قوله:(نساؤه من أهل بيته) .. إلخ قال القاضي عياض: يعني أن نساءه من أهل مسكنه ولسن المراد هنا وإنما أهل بيته هنا أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده صلى الله عليه وسلم أي الذين منعتهم خلفاء بني أمية صدقته التي خصه الله سبحانه بها من سهم ذوي القربى وكانت تفرق عليهم في أيامه وأيام الخلفاء الأربعة لقوله في الحديث (بعده) وزيد بن أرقم كان عاش حتى أدرك ذلك لأنه توفي سنة ثمان وستين (٦٨) ويحتمل أنه يعني الذين حرموا الصدقة التي هي أوساخ الناس وقد جاء ذلك عن زيد مفسرًا في غير هذا الحديث وقيل: من آل محمد؟ قال: الذين لا تحل لهم الصدقة آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، وهو حجة لمالك في قصره المنع علي بني هاشم لأنه لم يذكر سواهم وأدخل الشافعي معهم بني المطلب لحديث "إنما نحن وبنو المطلب