للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَاقْبَلُوا. وَمَا لَا، فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَال: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا. بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا. بَينَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ. ثُمَّ قَال: "أَمَّا بَعْدُ. أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَينِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنَّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ. وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ" فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ. ثُمَّ قَال:

ــ

حديث (فاقبلوا) مني (وما لا) أحدّثكم به (فلا تكلفونيه) أي فلا تكلفوني بتحديثه لكم لأنه إما أن يكون لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مما سمعته منه ونسيته (ثم) بعدما فرغ من هذا الكلام شرع في تحديثه لنا فـ (قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام (فينا خطيبًا) أي واعظًا لنا بالوعد والوعيد (بماء) أي عند ماء (يُدعى) أي يسمى (خمًا) بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم وهو اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يُضاف إلى الغيضة أي الغابة فيقال له غدير خم اهـ سنوسي، وكانت هذه الخطبة في مرجعه صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع كان ذلك (بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه) في خطبته (ووعظ) في خطبته بالترغيب (وذكّر) فيها بتشديد الكاف أي بالترهيب (ثم) بعدما وعظ الناس وذكرهم (قال أما بعد ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك) أي يقرب (أن يأتيني رسول ربي) يعني ملك الموت (فأُجيب) دعوة ربي (وأنا تارك فيكم ثقلين) بفتح الثاء المثلثة والقاف أي حمولتين، قال النووي: قال العلماء: سُميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما، وقال المازري: قال ثعلب: سماهما ثقلين لأن العمل والأخذ بهما ثقيل والعرب تقول لكل شيء نفس ثقل فجعلهما ثقلين لعظمهما اهـ (أولهما كتاب الله) الكريم والقرآن العظيم (فيه) أي في كتاب الله (الهدى) أي الهداية من الضلالة والشرك إلى التوحيد والعقائد الصحيحة (و) فيه (النور) أي البيان للأحكام الشرعية العملية التي كلفتم بها (فخذوا بكتاب الله) تعالى بالحفظ والتلاوة لألفاظه (واستمسكوا به) أي وتمسكوا به بالعمل بما فيه من الأحكام الاعتقادية والعملية بالعمل بما فيه واتباعه (قال) زيد بن أرقم: (فحث) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حض (على) الأخذ بـ (كتاب الله ورغّب فيه) أي في العمل بما فيه من الأحكام مطلقًا (ثم قال) رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>