(٨) روى عنه في (٨) أبواب (عن أبي حازم أخبرني سهل بن سعد) وهذا السند من رباعياته أيضًا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية) أي هذا العلم الذي يكون علامة على أمير الجيش (رجلًا يفتح الله) هذه المدينة (على يديه يحب الله ورسوله) صفة ثانية لرجلًا (ويحبه الله ورسوله) معطوف على ما قبله (قال) سهل بن سعد: (فبات الناس) تلك الليلة المستقبلة (يدوكون) بالدال المهملة والواوفي أغلب النسخ أي يخوضون ويتحدثون في ذلك طول (ليلتهم أيهم) أي أي الناس (يعطاها) أي يعطى تلك الراية، وفي بعض النسخ: "يذكرون" بالذال المعجمة وبالراء، ومعنى يدوكون أي يتقاضون بحيث اختلطت أقوالهم فيمن يعطاها، يقال: بات القوم يدوكون دوكًا أي في اختلاط ودوران، ووقعوا في دوكة بفتح الدال وضمها، وإنما فعلوا ذلك حرصًا على نيل هذه الرتبة الشريفة والمنزلة الرفيعة التي لا شيء أشرف منها اهـ من المفهم (قال) سهل: (فلما أصبح الناس) أي دخلوا في الصباح (غدوا) أي بكروا من منازلهم (على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون) ويطمعون (إن يعطاها فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين علي بن أبي طالب فقالوا) له: (هو) أي علي بن أبي طالب (يا رسول الله يشتكي عينيه) أي يرمد عينيه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأرسلوا إليه) أي إلى علي في منزله (فأتي به) أي بعلي (فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا) الله (له) بالعافية والشفاء (فبرأ) أي شفي علي من رمده في ذلك الوقت فكانت عينه كاملة في الصحة والحدة (حتى) كان علي (كأن لم يكن به) قط (وجع) ولا رمد (فأعطاه الراية فقال علي) رضي الله عنه: (يا رسول الله أقاتلهم