المقالات الثلاث (أحب إلي) أي عندي (من) حصول (حمر النعم) والإبل لي التي هي أحب الأموال وأرغبها عند العرب.
الأولى من تلك المقالات الثلاث ما تضمنه قولي (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له) أي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين (خلفه) أي خلف عليًّا في أهله صلى الله عليه وسلم وفي أهل نفسه وعلى من في المدينة أي يقول حين جعله خليفة في المدينة مدة خروجه، وفي بعض النسخ وخلفه بزيادة الواو فتكون الجملة حالية (في بعض مغازيه) وهي غزوة تبوك كما مر، وقوله:(فقال له علي) رضي الله عنه معطوف على خلفه (يا رسول الله خلفتني) أي تركتني في المدينة (مع) من تخلف فيها من (النساء والصبيان) وقوله: (فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم): معطوف على قوله: "فقال له علي" لأن العطف كان بالفاء كما هو القاعدة النحوية كما بيناه في الفتوحات القيومية في باب العطف (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) وهذه هي المقالة الأولى المقصودة من الحديث، وفيها فضيلة ظاهرة وخصوصية باهرة لعلي رضي الله عنه، وقوله:(إلا أنه لا نبوة بعدي) دافع لما يتوهم من التشبيه من كون علي نبيًّا كما مر.
والثانية منها ما تضمنه قولي:(سمعته) صلى الله عليه وسلم (يقول يوم) غزوة (خيبر) والله (لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال) سعد: (فتطاولنا لها) أي تشرفنا لتلك الراية وحرصنا على نيلها، وأصل التطاول امتداد العنق والارتفاع بالجسم طلبًا للطلوع على الشيء الذي لا يظهر لك إلا بالارتفاع، والمراد رفعنا وجوهنا وأظهرنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتذكرنا عسى أن يختارنا لهذه السعادة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعو لي عليًّا) رضي الله