للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا ترى أن "كلا" من صلة "ظنون"، وأنه لولا حسن تقديم "ظنون" ما جاز تقديم ما تعلق به عليه.

ومما جاء مُفسراً بالفعل والفاعل قوله:

فأصبحوا والنوى عالي مُعرسهم ... وليس كل النوى يُلقي المساكين

فقوله "يلقي المساكين" في موضع نصب لكونه خبراً لـ "ليس"، ولا يكون "المساكين" على "ليس" لفصلك بينهما بـ "كل النوى"، وهو مفعول "يُلقي".

فإن قلت: إذا كان الفصل بين الفاعل وفعله قد جاء في قوله:

ألا هل أتاها - والحوادثُ جمةٌ - ... بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا

وقول الآخر:

وقد أدركتني - والحوادث جمةٌ- ... أسنة قومٍ لا ضعافٍ ولا عُزل

فهلا جاز الفصل بينهما بهذا المفعول؟

قيل: ليس هذا الفصل كالفصل بمفعول المفعول؛ لأن في هذا الفصل تسديداً للقصة وتوكيداً لها، فلما كان كذلك لم يكن الفصل بهذه الجملة كالفصل بمفعول المفعول الذي هو أجنبي من الفعل والفاعل.

<<  <   >  >>