للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشد أبو زيد:

ولا أُنبأن أن وجهك شانه ... خُموشٌ وإن كان الحميمُ حميمُ

وأنشد غيره:

قنافذ هداجون حول خبائهم ... بما كان إياهم عطيةُ عودا

فـ "عطية" يرتفع بالابتداء، والفعل والفاعل في موضع الخبر، ولا يكون "كان" إلا على إضمار القصة أو الحديث؛ لأنك إن لم تحمله على ذلك، فصلت بين الفعل والفاعل بمفعول مفعول "كان"؛ ألا ترى أنك إن حملت "عطية" على "كان"، فصلت بينهما بـ "إياهم" الذي هو مفعول "عودا"، فإذا صار في "كان" ضمير الحديث ارتفع بهذا الفعل، وكان "إياهم" مفعولاً مقدماً بمنزلة قولك "عمراً زيدٌ ضاربٌ" في تقديمك مفعول خبر المبتدأ على المبتدأ، وتقديم خبر المبتدأ حسنٌ كما حكاه سيبويه في قولهم "تميمي أنا ومنشوءٌ من يشنؤك". ويدل على جواز ذلك وحسنه قول الشماخ:

كلا يومي طواله وصل أروى ... ظنونٌ آن مُطرحُ الظنونِ

<<  <   >  >>