"له" قد كان يجوز أن يكون صفة لـ "كفؤ"، فلما قدم انتصب على الحال؟
فإنا لا نسحب ذلك؛ لأن سيبويه قال:"إن هذا كلام يقل في الكلام، ويكثير في الشعر"، ولو أجازه مجيز لكان العامل فيه "يكن". وعلى قول البغداذيين يكون العامل في "كفؤاً" المنتصب على الحال "له"، و "له" متعلق بمحذوف في الأصل، و "أحد" مرتفع به على قولهم. وكأن "له" إنما قدمت، وإن لم يكن مستقراً، لأن فيه تبييناً وتخصيصاً للكفؤ، فلهذا قدم وحسُن التقديم، وإن لم يكن مستقراً.
ولما كان أصل هذا الضمير أن يكون في المبتدأ كما تقدم، وكان مفسراً بجملة واقعة موضع خبر المبتدأ، والجملة الواقعة خبراً للمبتدأ لا تخلو من أن تكون مبتدأ وخبراً، أو فعلاً وفاعلاً، أو ظرفاً، أو شرطاً وجزاء، فسر هذا الضمير بهذه الأشياء. فمما جاء من ذلك مفسراً بالابتداء والخبر ما أنشده سيبويه:
هي الشفاءُ لدائي لو ظفرتُ بها ... وليس منها شفاءُ الداءِ مبذولُ