أكثرت في القول مُلِحاً دائما ... لا تُكثِرن إني عسيتُ صائما
فإن قلت: فإن الخبر لا يلزمه لزوم "كان" وبابها؛ لأنه قد جاء {عسى أن يبعثك ربك مقاماً}، {وعسى أن تكرهوا شيئاً}، فقد اضطر الشاعر فقال:
قد كاد من طُول البِلى أن يمصحا
قيل: هذا الذي ذكرته من أن الخبر لا يلزمه، لا يخرجه من شبه ما يدخل على الابتداء؛ لأن الخبر إنما يستغنى عنه لوقوع الحديث والمحدَّث عنه في الصلة، كما استغنى عنه في "علمت أنك قائم" وكما قالوا "ليت أنك قائم" فكما استغنوا عن أخبار هذه الأشياء، وإن كانت مما تدخل على الابتداء والخبر، كذلك إذا استغنى عن خبر "عسى" و "كاد" بما ذكرت، لا يدل على أنهما لا يشابهان ما يدخل على الابتداء والخبر.
وحكى أبو عُمر أن أبا الحسن أجاز "ليت أك قائم" فكما استغنوا عن أخبار هذه الأشياء، وإن كانت مما تدخل على الابتداء والخبر، كذلك إذا استغنى عن خبر "عسى" و "كاد" بما ذكرت، لا يدل على أنهما لا يشابهان ما يدخل على الابتداء والخبر.
وحكى أو عُمر أن أبا الحسن أجاز "ليت أنك ذاهب"، و "لعل أنك ذاهب"، و "كأن أنك ذاهب". قال أبو عمر: وهذا ضعيف؛ لأنها إنما تدخل على المبتدأ، وهذا لا يبتدأ به، فكما لا يبتدأ به، كذلك لا تعمل فيه "ليت" قال: وقد سُمع هذا في "ليت".
ووجه قول أبي الحسن عندي أن "أن" وإن لم يبتدأ به، ولم يكن إلا