تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} ومنه ما جاء في الحديث من سؤال يهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن أول نزل أهل الجنة.
وقوله:(وأوسع مدخله) المدخل بضم الميم: الإدخال، وبفتحها: بمعنى الدخول، يقال: دخل يدخل دخولًا ومدخلًا، وأدخله إدخالًا ومُدخلًا بالضم، وهكذا في الإخراج، وكلاهما يكون مصدرًا أو اسمًا لمكان الدخول أو الإدخال في المضموم، وهذا هو المناسب هنا للتوسيع والله أعلم. وقوله:(واغسله بالماء والثلج والبرد) مبالغة في التنظيف كما تقدم في حديث الاستفتاح، وفيه دليل على جواز التوكيد، على ما تقدم في الذي قبله.
وقوله:(اغسله بالماء والثلج والبرد) المبالغة في التنظيف هنا المراد بها التنظيف المعنوي؛ لأنه تنظيف من الذنوب، فذكر الماء والثلج والبرد على سبيل التمثيل والتشبيه بالتنظيف الحسين الذي يحصل بهذه الأشياء، وتقدم في حديث الاستفتاح.
وفيه دليل على استحباب هذه الصيغة في دعاء الجنازة، ولا ينافي ذلك استحباب غيرها، وسيأتي ذلك في باب الجنائز إن شاء الله. وفيه أيضًا استحباب المبالغة في الدعاء للميت، وسيأتي إن شاء الله.
آخر الجزء الأول تمت مراجعته صبيحة الخميس الموافق ٢٩ رجب سنة ١٤٠٠ أعان الله على الباقي
وتم تصحيحه في السابع عشر من شهر رمضان سنة ١٤٠٣ بالمسجد النبوي، بقراءة ومشاركة الشيخ محمَّد نذير حامد الحلبي المنتدب بالجامعة الإِسلامية مع مؤلفه، غفر الله للجميع وأعان على إتمام الباقي.