للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (فلم يزل يتمادى بي) يعني ذلك من الغدو والرجوع والتسويف، وقوله (اشتد بالناس الجد) أي شرعوا في الخروج للسفر، قال ابن التين: (وضبط في بعض الكتب برفع الناس على أنه فاعل، والجد منصوب بسقاط الخافض: أو هو نعت لمصدر محذوف أي اشتد الناس الاشتداد الجد، وعند ابن السكن اشتد بالناس الجد برفع الجد وزيادة الباء الموحدة في الناس، وهي رواية أحمد ومسلم. اهـ. قال ابن حجر: وهي رواية الكشميهني والجد مرفوع فاعل، وقوله: (فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه) أي اجتمعوا معه للخروج، وجملة: (لم أقض من جهازي شيئًا) بفتح الجيم وكسرها والجملة حالية، (فلم يزل بي) الفاء عاطفة، وقوله: (يزل) أي يزل ذلك الحال بي (حتى أسرعوا) أي خرجوا مسرعين في سيرهم و (تفارط الغزو) ورواية الكشميهني: (حتى شرحوا) ومعنى "تفارط الغزو" أي سبق وفات والفارط المتقدم، ومنه الحديث: (وأنا فرطكم على الحوض) وقوله: (هممت أن أرتحل) أي هممت بالارتحال بعدهم فأتبعهم حتى أدركهم، وقوله: (وليتني فعلت) تمنٍ منه أن يكون ارتحل ولحقهم، ولكن الله لم يرد ذلك، وقوله: (فكنت إذا خرجت) الفاء تحتمل العطف، ويحتمل تكون فصيحة، إذ التقدير فتخلفت عنهم، فكنت. . . إلخ، وقوله: (خرجت في الناس) أي فيمن بقي بالمدينة، (وطفت فيهم) أي مشيت بينهم، وقوله: (أحزنني) أي أوقعني في الحزن، وساءني، وقوله: (إني لا أرى. . . إلخ) عدم رؤيتي لأحد من أهل الفضل والقدرة على السفر (إلا أن يكون مغموصًا عليه النفاق) أي مستحقرًا لأنه مطعون في دينه بالنفاق والمغموص بالعين والصاد المطعون فيه المستحقر، وغمص كضرب هو الأكثر غمصًا وكسمع وفرح غمصًا احتقر، وصغر أمره، والمعنى رجلًا مستحقرًا لنفاقه معيبًا عليه نفاقه وقوله: (فمن عذر الله) أي من الضعفاء, والمرضى المذكورين في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى .. } الآية وقوله: (ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي لم يفتقدني، أو لم يذكرني للناس بالسؤال عني، (حتى) للغاية غاية عدم الذكر، وقوله: (بلغ تبوك) وصل إليها، وقوله: (فقال) أي فذكرني فقال، وقوله: (وهو جالس) جملة حالية، وقوله: (في القوم) أي مع القوم الذين معه وهم الصحابة، وقوله: (ما فعل كعب) أيْ أيُّ شيء صنعه

<<  <  ج: ص:  >  >>