لشبر! وجعل يظهر عيب بنى أميّة ويدعوا إلى خلافهم، وأمهله يزيد بن معوية سنة، ثم بعث إليه عشرة من أهل الشام عليهم النعمان بن بشير، وكان أهل الشام يسمّون ذلك العشرة الرّكب، وهم عبد الله بن عضاه الأشعرى، وروح ابن زنباع الجذامىّ، وسعد بن عمرة الهمدانى، ومالك بن هبيرة السّلولىّ، وأبو كبشة السّكسكىّ، وزمل بن عمرو العذرىّ، وعبد الله بن مسعود، وقيل:
ابن سعدة الفزارىّ، وأخوه عبد الرحمان، وشريك بن عبد الله الكنانى، وعبد الله بن عامر الهمدانى، وجعل عليهم الجميع النعمان بن بشير.
فأقبلوا حتى قدموا مكة-شرفها الله تعالى-على بن الزبير.
فكان النعمان يخلوا به فى الحجر كثيرا. فقال عبد الله بن عضاه: يابن الزبير، إن هذا الأنصارى ما أومر بشئ إلا وقد أمرنا بمثله، إلا قد أمّر علينا. وإنى ما أدرى والله ما بين المهاجرين والأنصار. فقال بن الزبير:
إلىّ ولك، يا ابن عضاه! إنما نحن بمنزلة حمامة من حمام مكة، أفكنت قاتلا حمامة من حمام مكة؟ قال: نعم، وما حرمة حمام مكة؟ يا غلام ايتنى بقوسى وأسهمى. فأتاه بقوسه وأسهمه. فأخذ سهما فوضعه فى كبد القوس. ثم سدّده نحو حمامة من حمام المسجد وقال: يا حمامة،