قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ رجاله كلهم ثقات سوى هارون بن عنترة، فقد وثقه جماعة، واختلف في النقل عن ابن حبان والدارقطنى بشأنه، وبه أعله المنذرى في "مختصر السنن" فقال: "في إسناده هارون بن عنترة، وقد تكلم فيه بعضهم". قلتُ: لكنه كلام لا يضر بحديثه أصلًا، إلا أن ينزله عن منزلة (الثقة) إلى: (الصدوق). راجع ما حرره الإمام بشأنه في "الإرواء" [٢/ ٣١٩]، وفى صحيح أبى داود [٣/ ١٧٢، ١٧٣]، ولم ينفرد به كما يأتى بيان ذلك. وقد توبع عليه عباد بن العوام: تابعه محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه قال: (استأذن علقمة والأسود على عبد الله، وقد كنا أطلنا القعود على بابه؛ فخرجت الجارية فاستأذنت لهما؛ ثم قام فصلى بينى وبينه ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل) أخرجه أبو داود [٦١٣]- واللفظ له - والنسائى [٧٩٩]، وأحمد [١/ ٤٢٤]، والمؤلف [برقم ٥١٩١]، وابن أبى شيبة [٤٩٣٦]، وغيرهم من طريق ابن فضيل به ... وسياق المؤلف أتم؛ وزادوا جميعًا من قول ابن مسعود: (إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة؛ فصلوا لوقتها) لفظ النسائي. قلتُ: وليس عند أحمد والمؤلف وابن أبى شيبة قوله في سنده: (عن أبيه) فأوهم أنه مرسل عندهم، وليس بذاك كما بيناه في "غرس الأشجار" وكذا بينه الإمام في صحيح أبى داود [٣/ ١٧٣]، وقد توبع عليه هارون بن عنترة، تابعه محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: (دخلت أنا وعمى على عبد الله بن مسعود بالهاجرة؛ فأقام الصلاة؛ فتأخرنا خلفه، فأخذ بيد أحدنا بيمينه، والآخر بشماله، فجعلنا عن يمينه وشماله، فلما صلى قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثة). =