قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ١٣٠]: "هذا إسناد ضعيف؛ عطاء بن السائب اختلط بآخرة، وسمع منه محمد بن الفضيل بعد الاختلاط، قد قيل إن أبا عبد الرحمن السلمى لم يسمع من ابن مسعود". قلتُ: هو كما قال أولًا؛ أما سماع أبى عبد الرحمن من ابن مسعود، فقد أثبته البخارى وغيره، وهذا مقدم على من نفاه، وقد ثبت تصريح أبى عبد الرحمن عن ابن مسعود في بعض الروايات، وقد توبع عليه ابن فضيل عن عطاء بن السائب به نحوه ... ، تابعه ورقاء بن عمر عند البيهقى وغيره؛ وكذا رواه عمار بن رزيق عن عطاء عند أحمد [١/ ٤٠٣]، والمؤلف [برقم ٥٣٨٠]، وغيرهما، وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن عطاء بن السائب بإسناده به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٩/ رقم ٩٣٠٢]، والطيالسى [٣٧١]، ومن طريقه البيهقى في "سننه" [٢١٨٧]، دون جملة التفسير في آخره. وحماد بن سلمة ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، فيتوقف في روايته عنه، فالظاهر أن عطاء قد اضطرب في وقفه ورفعه، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قبل الاختلاط، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به ... مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى [برقم ١١٠٨]، ويأتى حديث جبير بن مطعم [برقم ٧٣٩٨]، وباقى شواهده مخرجة في كتابنا: "غرس الأشجار". وكذا في "الإرواء" [٢/ ٥٣ - ٥٨]. وهو حديث قوى بشواهده إن شاء الله؛ لكن دون جملة التفسير في آخره: (قال: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفحه: الكبر) فانتبه .... واللَّه المستعان. • تنبيه: قال الحاكم عقب رواية هذا الحديث: (هذا حديث صحيح الإسناد، وقد استشهد البخارى بعطاء بن السائب). قلتُ: وقد عرفت أن سنده ضعيف معلول!. =