قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البيهقى في "الشعب" [٤/ رقم ٥٣١٢]، وسنده منكر كسابقه. قال البزار: "لا نعلم رواه هكذا إلا مصعب؛ ولا عنه إلا بشر" وقال الدارقطنى: "لم يروه إلا مصعب بن ثابت، وليس بالقوى" نقله عنه ابن رجب في "الفتح" [٣/ ٣١١]، وقال مغلطاى في "شرح سنن ابن ماجه" [١/ ١٦٦٨]: "تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف" وقال البوصيرى في "الإتحاف" [٢/ ٣١]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مصعب بن ثابت". وبه أعله المناوى في "الفيض" [١/ ٤٧٩]، وقال: "وقد ضعفوا حديثه" ورمز السيوطى لضعفه في "الجامع الصغير" [رقم ٩٥٧]، وهو كما قالوا وزيادة. أما الهيثمى فله شأن آخر، فإنه قال في "المجمع" [٢/ ١٩٨]: "رواه أبو يعلى والبزار، ورجاله موثقون" كذا قال، كأنه اتكأ على ذكر ابن حبان لمصعب بن ثابت في "الثقات" [١/ ٤٧٨]، لكنه غافل عن قول ابن حبان: "وقد أدخلته في "الضعفاء" وهو ممن أستخير الله فيه" وقد ترجمه في "المجروحين" [٣/ ٢٨]، وقال: "منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير .... ". وهذا هو المعتمد الموافق لسائر النقاد في تضعيف مصعب، وفى ترجمته: ساق ابن عدى والعقيلى هذا الحديث في "الضعفاء" لهما، وقال الثاني عقب روايته: "لا يُعْرَف إلا به، وقد روى بغير هذا الإسناد، وبخلاف هذا اللفظ في معناه من طريق أصلح من هذا، رواه سهل بن أبى حثمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى إلى ستر فليدن منها" وهذا ثابت". قلتُ: وهو كما قال، وحديث سهل عند أبى داود والنسائى وجماعة كثيرة، وهو مخرج في كتابنا: "غرس الأشجار". والله المستعان.