قال البيهقى: "كذا قال، وأظنه غلطًا". قلتُ: بل هو كذب له قُرون، وابن أبى دارم حافظ معروف إلا أنه كان رافضيًا محترفًا، ساقط العدالة مطروح الأمر، وقد كذبه الذهبى في "الميزان" بخط عريض، ونقل عن الحاكم أنه قال عنه: "رافضى غير ثقة" ونقل عن الحافظ محمد بن أحمد بن حماد الكوفى - وليس بالدولابى - أنه شهد عليه بالوضع، وشيخه ابن المستلم وإن كنت لم أقف على توثيقه بعد، إلا أنه لا يحتمل مثل هذا الباطل، وترجمته في "تاريخ بغداد" [٥/ ٩٩]. وقال البيهقى بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول عن مصعب - الزبيرى عن بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة بإسناده به ... قال: (هذا أصح؛ وليس لمالك فيه أصل، ورواه أيضا أبو الأزهر عن بشر بن السرى). قلتُ: وهكذا رواه محمود بن غيلان أيضًا عن بشر به .... عند البيهقى في "الشعب" ب [٤/ رقم ٥٣١٢]، وللحديث شاهد مرفوعًا عن رواية عاصم بن كليب عن أبيه به .... نحوه ... عند البيهقى في "الشعب" [٤/ رقم ٥٣١٥]، وجماعة وهو واه، مع كونه اختلف في سنده أيضًا كما ذكره السخاوى في "المقاصد" [ص ٢٠٥]. وفى الباب أيضًا عن أبى هريرة عند ابن عدى في "الكامل" [٦/ ٢٨٨]، وسنده باطل، وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية عند ابن سعد في "الطبقات" [١/ ١٤٣]، وسنده مظلم جدًّا، وعن أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عند ابن سعد أيضًا [٨/ ٢١٥]، والطبرانى في "الكبير" [٢٤/ رقم ٧٧٦]، وسنده ساقط أيضًا. وله شاهد مرسل عند ابن سعد في "الطبقات" [١/ ١٤١ - ١٤٢]، وهو مع إرساله ضعيف جدًّا، ولا يصح في هذا الباب حديث. واللَّه المستعان ..