قلتُ: وبأبى الربيع هذا، أعله الهيثمى في "المجمع" [٥/ ١٦٩، ١٧٢]، وقبله ابن الجوزى في "الموضوعات" وحكم بوضعه، لكن تعقبه السيوطى في "اللآلئ" [١/ ١١٣]- على عادته - بكون الأشبه: أن الحديث ضعيف لا موضوع، وقد تعقبه المعلمى اليمانى في "تعليقه على الفوائد المجموعة" [ص ٤٧٥] والإمام في "الضعيفة" [رقم ٤٦٨٧]، وشنَّع عليه جدًّا، وكذا تعقبه المحدث الحوينى في "النافلة" [رقم ٢٩]، بما يغنى عن تعقبه هنا، وقد رواه جماعة من الهلكى عن هشام بن عروة بإسناده به ... ، وقد استوفينا تخريج طرقهم في "إيقاظ العابد". وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة كلها مظلمة الأسانيد، وقد جزم ببطلانه جماعة من النقاد كابن معين وابن حبان والبغوى - وأقره ابن عدى - وغيرهم، وجزم ابن الجوزى بوضعه، وتبعه جماعة عليه، وعلامة البطلان لائحة عليه. ٤٣٦٩ - منكر بهذا السياق: أخرجه الطبراني في الدعاء [رقم ١٩٦٥]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" [١/ ٥٤٧]، من طريق حرب بن سريج عن زينب بنت يزيد بن راشق العتكية عن عائشة به ... وهو عند الطبراني بالمرفوع منه فقط، وعند ابن مردويه بنحو الفقرة الأخيرة منه فقط، وزاد: (وكان أشد الناس حياء من العواتق في خدرها) .. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف غريب، وحرب بن سريج وإنْ وثقه ابن معين ومشاه جماعة إلا أنه قد تُكُلِّم فيه، فقال أبو حاتم: "ليس بقوى الحديث؛ ينكر عن الثقات" وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا جرح شديد في الغالب عنده، وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" [٢/ ٤١٩]: "وليس هو بكثير الحديث، وكان حديثه غرائب وإفرادات، وأرجو أنه لا بأس به". يعنى لا يتعمد الكذب، وقال ابن حبان: "يخطئ كثيرًا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد" وذكره جماعة في "الضعفاء، فالظاهر: أنه ليس ممن يحتج به على الانفراد، لاسيما وقد وقفت له على مناكير لا يتابع عليها، ومنها هذا الحديث، وهو من رجال "التهذيب".