للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٣٢٤ - حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون، وهم يحفرون الخندق:

نحن الذين بايعوا محمدًا ... على القتال ما بقينا أبدًا

والنبى - صلى الله عليه وسلم -، يقول:

"اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمهَاجِرَةِ".


= من ذاك، فإن لم ينهض ذلك، فعلى بن الحسين بن واقد هو حامل لواء هذا الوهم في سنده، فهو مختلف فيه عندهم، وثقه ابن حبان ومشاه النسائي وضعفه أبو حاتم الرازى، وقد خولف الحسين فيما أتى به عن أبيه من تصريحه بسماع ثابت من ابن المغفل في سند الحديث، خالفه جماعة كلهم رووه عن الحسين بن واقد عن ثابت بالعنعنة بينه وبين ابن المغفل، ولم يذكروا فيه سماعًا، ومن هؤلاء:
١ - زيد بن الحباب عند أحمد.
٢ - ٣ - ويحيى بن واضح وعليّ بن الحسن بن شقيق عند الطبرى.
ثم وجدتُ محمد بن عقيل - راويه عن عليّ بن الحسين بن واقد عند النسائي كما مضى - قد توبع عليه: تابعه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدى عند الآجرى في "الشريعة" وعبد الرحمن هذا ثقة صاحب حديث؛ فالتزق الوهم بعليّ بن الحسين رأسًا، وقد عرفت حاله قريبًا، ومثله جائز عليه أن يغلط فيقلب العنعنة سماعًا، وهذا يقع للثقات أحيانًا، فكيف بالمختلف فيهم؟! واللَّه تعالى المستعان، وعليه التكلان.
٣٣٢٤ - صحيح: أخرجه مسلم [١٨٠٥]، وأحمد [٣/ ٢٥٢]، و [٣/ ٢٨٨]، وابن حبان [٧٢٥٩]، والبيهقى في "دلائل النبوة" [رقم ١٢٩٦]، وأبو عوانة [رقم ٥٥٨٥]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به ... ووقع المصراع الأول من البيت الأخير عند الجميع سوى المؤلف وعنه ابن حبان، هكذا: اللَّهم إن العيش عيش الآخرة.
وقد زاد عبد بن حميد وابن سعد في آخره قول أنس: (وأتوا بخبز شعير عليه إهالة سنخة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما الخير خير الآخرة).
قلتُ: وسنده حجة؛ وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه ... يأتى بعضها [٣٩١٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>