ثم وجدت ابن أبى حاتم قد سأل أباه في "العلل" [رقم ٩٨٢]، عن رواية حسين بن واقد عن ثابت عن عبد الله بن مغفل بهذا الحديث ... ، فقال: "قال أبى: رواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [عن أنس] أن جيشًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ولم يذكر عبد الله بن المغفل" ثم قال أبو حاتم: "حماد أعلم بحديث ثابت من حسين". قلتُ: هذا شئ لا امتراء فيه أصلًا، فالصواب هو رواية حماد عن ثابت عن أنس به ... كما أشار أبو حاتم [وقد سقط ذكر (أنس) من العلل لابن أبى حاتم، فصار الحديث عن ثابت مرسلًا، وهذا لا وجه له عندى]، والحسين بن واقد وإن وثقه الجماعة، لكن غمزه أحمد وغيره بنكارة في حديثه، وقال الساجى: "فيه نظر؛ وهو صدوق يهم ... " راجع "التهذيب" [٢/ ٣٧٤]، وَوَهْمُه في هذا الحديث ظاهر جدًّا بمخالفته حماد بن سلمة في سنده عن ثابت، فكأن حسينًا قد اصطدم عِهْنُهُ بصُمِّ الصخور. فإن قيل: ههلَّا حملتم الحديث على الوجهين؛ عوضًا عن أن تهملوا أحد الطريقين على نظافة إسناده إلى ثابت البنانى، ويكون ثابت آنذاك قد سمعه من أنس تارة، ومن عبد الله بن المغفل أخرى، لأن هذا يؤيده تصريح ثابت البنانى بسماعه الحديث من عبد الله بن مغفل، كما عند النسائي في "الكبرى". قلنا: حمْل الحديث هنا على الوجهين غير ناهض عندى، ويدل عليه ما نقلناه آنفًا عن أبى حاتم الرازى وغيره؛ أما تصريح ثابت بسماعه له من عبد الله بن المغفل، فهذا وهم ممن دون الحسين بن واقد في سنده، فقد رواه النسائي من طريق محمد بن عقيل الخزاعى عن عليّ بن الحسين بن واقد عن أبيه عن ثابت قال: حدثنى عبد الله بن مغفل .... وأقول: ابن عقيل هذا قد أخطأ في أحاديث من حفظه، مع كونه قد وثقه جماعة، فلعلَّ هذا =