عمر بن عبيد اللَّه بن خرسان، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت البزاز، قال: حدثنا عبد الحميد بن هندي، قال: حدثنا المعافي بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن الفزازي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره.
عن أنس بن مالك أن أبا بكر رضي اللَّه عنه رأى من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خفة فاستأذنه إلى امرأته ابنة خارجة وكانت في حوابط الأنصار وكان ذلك راحة الموت وهو لا يشعر فأذن له ثم توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تلك الليلة فأصبح يرى الناس يترامسون فأمر أبو بكر غلاما يستمع ثم يخبره فقال: اسمعهم يقولون: مات محمد صلى اللَّه عليه وسلم فاشتد أبو بكر وهو يقول واقطع ظهراهُ فما بلغ أبو بكر المسجد حتى ظنوا أنه لا يبلغ وارجف المنافقون فقالوا: لو كان محمد نبيا لم يمت. فقال: عمر لا أسمع رجلًا يقول مات محمد إلا ضربته بالسيف فكفوا لذلك فلما جاء أبو بكر والنبي صلى اللَّه عليه وسلم مسجى كشف الثوب ثم جعل يلمنه ويقول: ما كان اللَّه ليذيقك الموت مرتين إنك أكرم على اللَّه من ذلك ثم خرج أبو بكر فقال: من كان يعبد محمدا فإنَّ محمد قد مات ومن كان يعبد ربَّ محمد فإنَّ رب محمد حي لا يموت {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}(١) قال عمر رضي اللَّه عنه: واللَّه لكأنها لم تقرأ قبلها قط. فقال الناس مثل مقالة أبي بكر وقراءته قال ومات ليلة الاثنين فمكث ليلتئذ. ويومئذ وليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء. وكان أسامة بن زيد واوس بن خولي يعبان الماء وعلي والفضل يغسلانه.