في عدم الكتب في التجارة الحاضرة حسبما بيناه في «الأحكام».
وقوله:{وأعوذ بك رب أن يحضرون}[المؤمنون: ٩٨] كناية عن الجنون والمجنون. محتضر لأن الجن تحضره. والمحتضر: الميت والمشارف للموت لأن ملائكة القبض تحضره لقوله: {توفته رسلنا وهم لا يفرطون}[الأنعام: ٦١]. وقيل: إشارة إلى قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}[ق: ١٦] وقوله: {كل شربٍ محتضر}[القمر: ٢٨] أي كل نصيب من الماء الذي قسمه الله تعالى بين ناقة ثمود وبينهم يحضره من هو في نوبته، كقوله:{لها شرب ولكن شرب يومٍ معلومٍ}[الشعراء: ١٥٥] في قصةٍ مذكورة.
وقوله:{ما علمت من خيرٍ محضرًا}[آل عمران: ٣٠] أي شاهدًا معاينًا حاضرًا غير غائب. والمراد آثاره. وقيل: إن الأعمال تتجسد وتصير أجرامًا فتوضع في كفة الميزان كالنقود. وقوله:{وإذا حضر القسمة}[النساء: ٨] أي وجدوا في وقتها فاجبروا خواطرهم ببعض شيءٍ.
قيل: وأصل ذلك من الحضر ضد البدو. والحضارة والحضارة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة؛ في السكون في البدو، ثم جعل ذلك اسمًا لشهادة مكانٍ أو إنسانٍ أو غيره.
والحضر خص بما يحضر به الفرس إذا أريد جريه؛ يقال: أحضر الفرس. واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر. وفي الحديث:«فانطلقت محضرًا» أي مسرعًا. ويقال: أحضر: إذا عدا، واستحضر دابته: حملها على العدو.
وحاضرته محاضرةً وحضارًا إذا حاججته، من الحضور؛ كان كل واحدٍ يحضر حجته، أو من الحضر نحو جاريته. والحضيرة: الجماعة من الناس يحضر بهم الغزو،