للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مثل المؤمن والإيمان كمثل الفَرَس في آخيته (١) يجول ما يجول ثم يرجع إلى آخيته؛ وكذلك المؤمن يَقْتَرِف ما يقترف (٢) ثم يرجع إلى الإيمان" (٣)، وقال: "مثل المؤمنين في تَوَادهم وتراحُمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى شيء منه، تَدَاعى سائرُه بالسَّهَر والحمى" (٤)، وقال: "مثل المنافق كمثل الشاة العَائِرة بين


= (رقم ٣١) كلاهما في "الأمثال"، من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك".
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١/ ١٤٧).
(١) "الآخية" -بهمزة [مكسورة أو] ممدودة وياء مشددة، [وقد تخفف إذا مدت الهمزة]-، حبيل أو عويد يضرب في الحائط ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة، والمراد من الحديث: أن المؤمن يبعد عن ربه بالذنوب، ثم يرجع، كذا في (ط)، وما بين المعقوفات زيادة (د) على (ط)، ونحو ما في (ط) في (ح). وانظر "النهاية" (١/ ٢٩ - ٣٠).
(٢) في (ق) و (ك): "المؤمن يعرو ما يعرو" (وفي جميع النسخ المطبوعة: يفترق ما يفترق) بتقديم الفاء على القاف!!
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٧٣) -ومن طريقه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (٢/ ٦٠٩ رقم ٦٥٠) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (٣٧ - الكنى مختصرًا)، وأحمد (٣/ ٣٨، ٥٥)، وأبو يعلى (١١٠٦ و ١٣٣٢)، وابن حبان (٦١٦)، وابن بشران في "الأمالي" (رقم ١٤٣٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ١٧٩)، والبغوي (٣٤٨٥) والسهروَردي في "عوارف المعارف" (ص ١١٧) من طريق سعيد بن أبي أيوب، حدثنا عبد اللَّه بن الوليد التجيبي عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا، وفيه زيادة على ما هنا.
وتحرف أبو سليمان الليثي عند أبي يعلى (١٣٣٢) إلى التيمي.
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٠١)، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي، وعبد اللَّه بن الوليد التميمي (وصوابه التجيبي) وكلاهما ثقة!!.
أقول: في كلامه نظر، فالأول -وهو أبو سليمان الليثي-: لم يوثقه إِلا ابن حبان (٥/ ٥٦٩)، وقال علي بن المديني، مجهول، انظر: "اللسان" (٧/ ٥٨)، وعبد اللَّه بن الوليد، وثقه ابن حِبَّان، وضعفه الدارقطني.
وله شاهد من حديث ابن عمر، -باللفظ الذي أورده المصنف- رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص ٨٤ - ط الباكستانية أو رقم ٣٩ - ط أحمد تمام) من طريق قتادة بن وسيم -أو رستم- الطائي، حدثنا عبيد بن آدم العسقلاني، حدثنا أبي، عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، وقتادة هذا ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: مجهول، وبقية رجاله ثقات.
(٤) رواه البخاري (٦٠١١) في (الأدب): باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم (٢٥٨٦) في (البر والصلة): باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، من حديث النعمان بن بشير، وهذا لفظ مسلم والرامهرمزي في "الأمثال" (رقم ٤٠)، وانظر تخريجه بتوسع في "الحنائيات" (رقم ٢٤٢) وتعليقي عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>