للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويكون الإنسان مع ذلك المال بما عند الله أوثق منه بما عنده، وإن كان مفقودًا يكون حال الإنسان القناعة والتكفف وقلة الطمع فهو أحمد في العقبى، أراح للقلب في الدنيا.

١٢٤٨ - وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء". أخرجه أحمد بإسناد حسن (١).

هو محمود بن لبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاري الأشهلي من بني عبد الأشهل، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وحدث عنه أحاديث، قال البخاري (٢): له صحبة. وقال أبو حاتم (٢): لا نعرف له صحبة. وذكره مسلم (٣) في التابعين في الطبقة الثانية منهم، قال ابن عبد البر (٤): والصواب قول البخاري. فأثبت له صحبة. وهو أحد العلماء، روى عن ابن عباس وعتبان بن مالك، مات سنة ست وتسعين، وعِتْبان بكسر العين وسكون التاء فوقها نقطتان وبالباء الموحدة.

الحديث فيه دلالة على قبح الرياء، وأنه من أعظم المعاصي المحبطة للأعمال، فإنه إذا كان أخوف الخوفات كان أعظمها وأخطرها، وتسميته شركًا أصغر يدل على أنه في رتبة تلي الشرك الأكبر الذي هو الظلم العظيم، والوبال المهلك الوخيم.


(١) أحمد ٥/ ٤٢٨.
(٢) التاريخ الكبير ٧/ ٤٠٢، والمراسيل لابن أبي حاتم ص ٢٠٠.
(٣) الطبقات لمسلم ١/ ٢٣١ (٦٥٨).
(٤) الاستيعاب ٣/ ١٣٧٩.