١٢٤٠ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". رواه الترمذي وقال: حسن (١).
وأخرج الحديث مالك (٢) عن الزهري عن علي بن الحسين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من حسن إسلام المرء". الحديث. لما سأل رجل مالكًا عن رجل يشرب في الصلاة ناسيًا فقال: ولم لا يأكل؟! ثم ذكر الحديث.
وهذا الحديث من جوامع الكلم التي أعطيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يعم الأقوال، كما روي أن في صحف إبراهيم - عليه السلام -: "من عدَّ [كلامه](أ) من عمله قَلَّ كلامه إلا فيما يعنيه"(٣). ويعم الأفعال، فيندرج في هذا ترك التوسع في الدنيا وطلب المناصب والرئاسة، وحب المحمدة والثناء وغير ذلك مما لا يحتاج إليه المرء في إصلاح دينه وكفايته من دنياه، ولا يقال: إنه يكون من الاشتغال بما لا يعني ما ذكر العلماء من المسائل الفرضية التي يندر وقوعها أو يعدم، وقد بالغ العلماء في تدوين ذلك وتخريجه وتنقيحه وتصحيحه؛ لأنه صدر منهم ذلك لما عرفوه من وقوع الجهل بالشرائع في الأعصار المتأخرة، وتهدم أركانها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ"(٤). و:"أول ما يرفع من هذه الأمة من العلم علم الفرائض"(٥).