ملك الدينار المنتفع به في حاجاته ومقاصده، فإن ذلك مما يمدح ويحمد، بل قد يجب التملك ليسد به الخلة، وينفق على من يجب عليه الإنفاق.
والقطيفة هي الثوب الذي له خَمل، والخميصة هي الكساء المربع (أ).
وقوله:"إن أعطي رضي". يؤذن بشدة الحرص على ذلك، وذكر البخاري (١) الحديث في كتاب الجهاد بلفظ: "تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش". قال الطيبي (٢): فيه ترقٍّ في الدعاء عليه؛ لأنه إذا تعس انكب على وجهه، وإذا انتكس انقلب على رأسه. وقيل: التعس الجر على الوجه، والنكس الجر على الرأس. و "شيك" بكسر المعجمة بعدها ياء تحتانية ساكنة ثم كاف؛ أي إذا دخلت فيه شوكة لم يجد من يخرجها بالمنقاش، وهو معنى قوله:"فلا انتقش". أو أن الطيب لا يتمكن من إخراجها، وجاز الدعاء عليه لأنه قصر عمله على جمع الدنيا والاشتغال بها عن أمر الدين الذي أمر به.
وقوله:"إن أُعطي". بضم أوله بتغيير صيغته، وهو يحتمل أن يكون ذما للمؤلَّف الذي لا يرضى إلا بما أعطي من الدنيا، أو لمن لم يرض بقسمة الله تعالى له من الرزق إذا قتر عليه ولا يرضيه إلا الغنى.
١٢٣٥ - وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال:"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن