للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا مَا آتَاهَا} (١). وإذا لم يكلفه الله تعالى النفقة في هذه الحال فقد ترك ما لا يجب عليه ولا يأثم بتركه، فلا يكون سببا للتفريق بينه وبين حبه وسكنه وتعذيبه بذلك، ولأنه قد روى مسلم (٢) في "صحيحه" عن جابر قال: دخل أبو بكر وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجداه حوله نساؤه [واجما] (أ) ساكنا، فقال (٣): يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت [عنقها] (ب). فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "هن حولي كما ترى يسألننى النفقة". فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عنده؟! فقلق: والله لا نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا أبدًا ما ليس عنده. واعتزلهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا. فقالوا: فهذا أبو بكر وعمر يضربان ابنتيهما بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ سألتاه نفقة لا يجدها، فلو كان ذلك لهما وهما طالبتان لحق لم يقرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما صنعا، ولبين أن لهما أن تطالبا مع الإعسار حتَّى يثبت على تقدير ذلك المطالبة بالفسخ، ولم يزل الصحابة منهم الموسر والمعسر، وكان معسروهم أكثر، ولم يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم -


(أ) في الأصل: راجما. ووجم وجوما، اشتد حزنه حتَّى أمسك عن الكلام. صحيح مسلم بشرح النووي ١٠/ ٨١.
(ب) في الأصل، جـ: عينها. والمثبت من مصدر التخريج. ووجأت عنقها، يقال وجأ يجأ إذا طعن. وينظر صحيح مسلم بشرح النووي ١٠/ ٨١، ٨٢.