للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

تنطق بحرف، ولو كان خاصًّا بسالم لبينه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما بين اختصاص أبي بُردة بالتضحية بالجذعة من المعز (١). ودعوى النسخ؛ لأن هذه القصة كانت في أول الهجرة نزلت عقيب نزول قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِأَبآئِهِمْ} (٢). ولأن راوي أحاديث الصغير ابن عباس (٣) وأبو هريرة وأم سلمة (٤) لا تتم، فإن النسخ إنما يصح ويتم إذا عرف التاريخ والتقدم والتأخر وعدم احتمال التأويل، وهذه منتفية، وكون ابن عباس وأبي هريرة من المتأخرين لا يفيد التاريخ؛ لأنهما لم يصرحا بالسماع، وهو يجوز أنهما سمعا من غير النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع أن في بعض روايات سالم ما يدل على أن قصتها متأخرة عن اعتبار الحولين، فإنها قالت: كيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فاستنكارها يدل على أن هذا التحليل بعد اعتقاد التحريم، والتأويل أيضًا ممكن كما أولت الآية الكريمة.

وذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والفقهاء إلى أن الرضاع المعتبر ما كان في الصغر، واختلفوا في قدر ذلك على أقوال؛ فذهب العترة والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد إلى أنَّه يشترط أن يكون في الحولين، ولا يحرم ما كان بعدهما، وصح ذلك عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر (٥)، وروي عن سعيد بن المسيب والشعبي وابن


(١) البخاري ٢/ ٤٦٥ ح ٩٧٦، ومسلم ٣/ ١٥٥٢، ١٥٥٣ ح ١٩٦١/ ٥.
(٢) الآية ٥ من سورة الأحزاب.
(٣) سيأتي ح ٩٣٩.
(٤) سيأتي ح ٩٣٨.
(٥) عبد الرزاق ٧/ ٤٦٥ ح ١٣٩٠٤ - ١٣٩٠٦، وابن أبي شيبة ٤/ ٢٩٠، ٢٩١، والدارقطني ٤/ ١٧٣.