جرير عن طاوس:"كان منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ... " إلخ.
والأفضل في حق المعتمر أن ينحر في المروة لأنها موضع تحلل الحاج، والرحال جمع رحل والمراد به المنزل، قال أهل اللغة: رحل الرجل: منزله سواء كان من حجرٍ أو مدر أو شعر أو وبر.
وقوله "وعرفة كلها موقف" وحدها مما خرج عن وادي عرفة إلى الجبال المقابلة مما يلي بساتين بني عامر، هكذا نص عليه الشافعي وجميع أصحابه، ونقل الأزرقي عن ابن عباس أنه قال:"حد عرفات من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفات إلى وَصِيق" بفتح الواو وكسر الصاد المهملة وآخره قاف إلى منتهى وَصِيق. وقال الزمخشري: الوصيق جبل لكنانة وهذيل ووادي عرفة. وقيل غير هذا مما هو مقارب وقد تقدم حد جمع.
٥٨٠ - وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "لما جاء إِلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها" متفق عليه (١).
كان هذا منه - صلى الله عليه وسلم - في عام الفتح، وأعلاها موضع يقال له كَدَاء بفتح الكاف والمد لا يصرف، وهذه الثنية هي التي نزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها الحَجُون بفتح الحاء المهملة وضم الجيم. وكانت صعبة المرتقى فسهلها معاوية ثم عبد الملك ثم المهدي على ما ذكره الأذرعي ثم سهل منها موضع في سنة إحدى عشرة وثمانمائة، ثم سهلت كلها في زمن سلطان مصر اللك المؤيد في حدود العشرين وثمانمائة، وكل عقبة في جبل أو طريق عال يسمى ثنية، وأسفلها هي
(١) البخاري الحج باب من أين يخرج من مكة ٣: ٤٣٧ ح ١٥٧٧، مسلم الحج، باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا والخروج منها من الثنية السفلى ... ٢: ٩١٨ ح ٢٢٤ - ١٢٥٨ (واللفظ له).