للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وطريق الجمع بين الأحاديث هو أن تُحمل أحاديث النهي على ما تساقط من الأعضاء لكونه قد صار مستعملا، والجواز على ما بقي من الماء، وبذلك جَمَعَ الخَطَّابي (١)، وأحسن منه أن يُحْمَل النهي على التنزيه بقرينة أحاديث الجواز جَمْعًا بين الأدلة (٢)، والله سبحانه أعلم.

* فائدة: في حديث توضئ الرجال والنساء من إناءٍ واحد ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء في حالة واحدة، فقيل: معناه أنَّ الرجال والنساء كانوا يتوضأون جميعا في موضع واحد (أ) هؤلاء على حدة وهؤلاء على حدة. وحديث: "من إناءٍ واحد" يدفعه.

وحكي عن سحنون (٣) -من المالكية- أن معناه كان الرجال (ب) يتوضأون ويذهبون ثم يأتي النساء فيتوضأن، وهو خلاف الظاهر من حديث البخاري (٤) عن ابن عمر أنه قال: "كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعا"، ومن حديث السنن في زيادة مسدد فإن "جميعا" يقتضي الاجتماع.

قال أهل اللغة: الجمع ضد التفرق (٥)، ووحدة الإناء أيضًا مصرَّحا به (جـ) في صحيح ابن خزيمة عن ابن عمر أنه أبصر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناءٍ واحدٍ كلهم يتطهر (د) منه (٦).


(أ) في هـ: واحدة.
(ب) في هـ: أن الرجال كانوا.
(جـ) في هـ: مصرحة، وجـ: مصرح.
(د) في هـ: يتطهرن.