للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما سمعته الأنصار يذكر التمرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك فقالوا: يا كعب أنزل فأحبه، فنزل كعب يرتجز ويقول

لم يغذها مد ولا نصيف ... ولا تميرات ولا تعجيف

لكن غذاها حنظل نقيف ... ومذقه كطرة الخنيف

تنهت بين الزرب والكنيف

فكأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف أن يجري بينهما شيء فقال اركبا. ويروى لبن الخريف على الإفراء، وخاصة بالذكر دون غيره لأنه أدسم من لبن سائر الفصول، والمحض من اللبن: ما لم يخالطه الماء حلواً كان أو حامضاً، والصريف: اللبن حين ينصرف به عن الضرع حاراً. والتعجيف: أن تطعم العجاف، وهو نوع من التمر، والحنظل: شجر، والنصيف: المكسور. وقال ابن قتيبة جاءني الحنظل ينقف الحنظلة بظفره، فإن صمتت علم أنها بالغة فاجتاها، وإن لم تصوت علم أنها لم تدرك بعد فتركها. والمذقة: قطعة من اللبن تمزج بالماء، والحنيف: ثوب يصنع من الكتان الرديء، وطرته: حاشيته التي لا هدب فيها. شبه بها اللبن لنه إذا مزج بالماء تغير لونه وصار أغبر، وطرة الحيف ليست بناصعة البياض، والكنيف: حظرة تعمل للإبل من خشب، والزرب: حظيرة الغنم. وقوله (تنهت بين الزرب والكنيف)

<<  <  ج: ص:  >  >>