ومثاله قولهم: من طابت سريرته، حمدت سيرته. والمعنى حمد الناس سيرته وقد حذف الفاعل ليبقي على الرفع محافظة على الضمّ الذي يضمن سجعا تاما وجرسا أجمل.
٣ - المحافظة على الوزن شعرا:
ومثاله قول لبيد (الطويل):
وما المال والأهلون إلّا ودائع ... ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع.
والمعنى: لا بدّ أن يردّ الناس الودائع. فلو ذكر الفاعل (الناس) لاقتضى الذكر نصب الودائع فتختلّ حركة الروي، ويقع في عيب الإقواء (١).
ونذكر من دواعي حذفه المعنوية ما يأتي:
١ - كون الفاعل معلوما لا يحتاج السامع الى ذكره:
ومثاله قوله تعالى وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً النساء: ٢٨ فالفاعل معروف لا يمكن أن يجهله السامع، وهو الله سبحانه وتعالى، فلشدّة العلم به، ولأنه لا يناقش فيه، أمكن حذفه.
٢ - كون الفاعل مجهولا من قبل المتكلم
كقول أحدهم: سرقت سيّارتي. فالمتكلم لا يعرف السارق وليس في قوله: سرق اللص سيّارتي فائدة زائدة في الإفهام أو إزالة للإبهام المحيط باللص السّارق.
(١). راجع: المرجع في علمي العروض والقوافي، د. محمد قاسم، ص ١٥٠.