للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فشَعَّبَ منِّي فكرتي عبءُ منصبٍ ... تحمَّلتُه في كاهليَّ ثقيلُ

وفصلُ قضايا في تفاصيل أمرها ... فصولٌ وكم عند الخصوم فصولُ

ومجلسُ إملاءٍ وخُطبَةُ جمعةٍ ... ودرسٌ وتعليلٌ له ودليلُ

حديثٌ وتفسيرٌ وفِقْهٌ قِوامُها ... عقولٌ تعاني فهمَها (١) وتقولُ

لمُسْتَنْبَطاتِ الفِكْرِ مُسْتَبْطنَاتُها ... تزورُ فإن لم أضبطَنَّ تَزُولُ

ذوابِلُها في روض أفكارِ ريِّها ... تسُلُّ مواضي برْقِها فتسيلُ

وطالبُ إسماع وفُتيا وحاجةٍ ... وطالبُ علمٍ في البُحوث سؤولُ

وكلُّهم يرجُو نجازَ أمُورِهِ ... ويصخَبُ إن أرجأتُه ويصُولُ

وهذا إلى أوقات نومٍ وراحةٍ ... وأكلٍ وشُرب يعتريه ذُهولُ

وفي نفس ترويحِ نفسِ أُجُمَّها ... وتأنيس أهلٍ هزلُهُنَّ هزيلُ

وأمرُ مَعادي رحتُ فيه (٢) مفرِّطًا ... وأمرُ معاشي قد حواهُ وكيلُ

ولا تنس أبناءَ الرَّسائل إنَّهم ... إذا عوَّقُوا نحو العقوق يميلوا

وأمَّا مُداراهُ الأنامِ وشَرْحُ ما ... أُعانيه منها فالكلامُ يطولُ

فهل لامرىء هذي تفاصيلُ أمرِه ... فراغٌ لنظمٍ فارغٍ فيقولُ

وأنَّى ترى مَنْ ليس للشِّعر شاعرًا ... تطيعُ مفاعيلٌ له وفَعُولُ

ولستُ الذي يَرْضَى سُلوكًا لما بِهِ ... يدولُّ عليه العقلُ وهو خليلُ

فانظِمُ ما لو قالَهُ الغَيْرُ منشِدًا ... لعادَ وسيفُ الطَّرفِ عنه كليلُ

فعُذرًا فما أخَّرْتُ نَظْمَ جوابِكم ... لبُخْلٍ لكن ما إليه سبيلُ

وقد صحَّ قولي أنَّ قلبي مُمَلأٌ ... وجسمُ انتحالي للقريضِ نحيلُ

فلا تلح نظم المستعينِ بِمَنْ مَضَى ... لهَدْمٍ وتضمينٍ عليه بخيلُ


(١) في (ط): "فعلها".
(٢) ساقطة مِنْ (ط).