للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن أنت لم تَعْذُرْ أخاكَ وجَدْتَه ... وإيثاره للصبر عنك جميلُ

ولُغْزُك في القلب استقرَّ مقامُه ... وثلثاه للقلب الزَّكيِّ مثيلُ

نُفيسٌ (١) إذا قَلَّبتَه فنفوسُ مَنْ ... يعاني الصَّبا ظلَّت إليه تميلُ

وقلِّبْهُ أيضًا تلقَ عَوْنَ مسافرٍ ... يطيبُ إذا هبَّت عليه قَبُولُ

بَقِيتَ صلاحَ الدِّين تُصْلِحُ بالنُّهى ... فسادًا له في الفاضِلينَ دُخُولُ

ولمْ لا يَجُوزُ العقل أجمعَ سيِّدٍ ... غدا حمزةٌ عمًّا له وعقيلُ

فكتب إليه الشَّريف حين وقف على الجواب ما نصُّه:

توفَّر عندي عِلْمُ ما أنتَ عالمٌ ... على الحاصلِ المعلومِ دلَّ حصُولُ

أبى الفَضلُ إلَّا أن يكونَ لأهلِه ... ومَنْ لمهادِ الخَيرِ فهو سَليلُ

أتاني جوابٌ مِنْ أمير بلاغةٍ ... وذاك زكيٌّ في الفُروعِ أصيلُ

ألذُّ مِنَ الميعاد في سَمْعِ عاشقٍ ... وأشْهى مِنَ المعشوق وهو كحيلُ

وألهى عَنِ الرَّوضِ النَّزيه بوَشْيِهِ ... وعَنْ طيره المُمْلي الشجِىِّ مُمِيلُ

يُسَلِّي عن الأوطانِ ترجيعُ قولِه ... ويُطْرِبُ للأسماعِ وهو يقولُ

تلطَّفتَ في بِرِّي وأظفرتني عدًا ... ونوَّهتَ مِنْ قدري فَصِرْتُ أصولُ

فديتُك ما استمطرتُ باللُّغْزِ ما أتى ... سِوى قصد تدريب عليه أُحيلُ (٢)

فيا جِهْبِذَ النُّقَّاد يا جَوْهَريَّها ... ويا فارِسَ الآداب حين تَجُولُ

لأنت لأخبارِ النُّبُوَّة حافظٌ ... وللشِّعر كيلا يعتريه غُلولُ (٣)

إمامٌ لنا قاضي القُضاة وخَيْرُنا ... وحَبْرٌ وجَبْرٌ للسَّؤول حمُولُ

شهابُ العُلا للمستضي وفْق أُفْقِنا ... وبَدْرُكَ أيضًا لا اعتراه أفولُ

فدُمْتَ مُجيبًا ما حَبِيتَ تكرُّمًا ... ببابِكَ سُؤَّالٌ وأنتَ مَسُولُ


(١) في (أ): "نفوس".
(٢) و (٣) هذان البيتان لم يردا في (ط).