للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب إليه الشَّريف ثانيًا مرتجلًا، وأرسل بذاك مع مُحضر هذين البيتين إليه مما سمعه منه النجم المذكور أيضًا:

أجِلُّكَ يا قاضي القُضاة لك البقا ... عن الرَّدِّ تمويهًا فأنتَ خليلُ (١)

وعُوفِيتَ مِنْ ذا الإنتحال وإنَّما ... يُحالُ علي النَّظمين (٢) فهو محيلُ

أو الهدم ما هذا وُقيتَ تمَلُّأً ... وسُلِّمْتَ مِنْ قولِ العدوِّ هزيلُ

أتاك الذي ألغزتُ علَّق نفسَه ... ببابك لا تطرُدْه فهو نزيلُ

فتصحيفه غُفْلٌ وعَلَّقْ مُحرَّفًا ... وبالغ إذًا يُشْتَقُّ منه عقيلُ

ومثلُك لا يَعْبأ بفكرٍ لحلِّه ... وأنت مليُّ بالجوابِ كفيلُ

وواللَّه ما الإعذار والعذر عاذرٌ ... ولا بُدَّ مِنْ جبري فأنتَ قؤول

وحسبُكَ في الجبرِ الحسيب فإنَّه ... مُعينُك فيما تشتهي ووكيلُ

فأجابه:

أيا سيّدًا شِيدَتْ عُلاه ورُفِّعَتْ ... وجُرَّت لها (٣) فوق السَّحاب ذيولُ

لكم في العُلا والفضلِ أيُّ نباهةٍ ... وللضِّدِّ عندَ العارفين خُمولُ

أتانيَ لغزٌ منك للعقلِ مُدهشٌ ... وقولٌ لما قالَ الكرامُ فَعُولُ

تنظِّمَ في سلْكِ البلاغة دُرُّهُ ... وكم لك عندي في القلائدِ لُولُو

تقولُ جوابًا (٤) لاعتذاري تهكُّمًا (٥) ... لأنت مَلِيٌّ بالجواب كفِيلُ

نعم كان لي ميلٌ إلى النَّظم (٦) بُرْهَةٌ ... وأبكاري فكري ما لهُنَّ بُعُولُ


(١) في (ب، ط): "جليل".
(٢) في (ب، ط): "التضمين".
(٣) في (ط): "له".
(٤) في (أ): "جوابي".
(٥) في (ط): "تهتكًا".
(٦) في (ط): "الشعر".