للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّلاة على غير الأنبياء فلا نرى أن نشرك في هذه الخصوصيّة مع محمّد وآله أحداً.

وتعقّبه شيخنا في " شرح التّرمذيّ ": بأنّ زائدةَ مِن الأثبات فانفراده لو انفرد لا يضرّ مع كونه لَم ينفرد، فقد أخرجها إسماعيل القاضي في كتاب فضل الصّلاة من طريقين عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى , ويزيد استشهد به مسلم.

وعند البيهقيّ في " الشّعب " من حديث جابر نحو حديث الباب وفي آخره " وعلينا معهم ".

وأمّا الإيراد الأوّل: فإنّه يختصّ بمن يرى أنّ معنى الآل كلّ الأمّة، ومع ذلك فلا يمتنع أن يعطف الخاصّ على العامّ. ولا سيّما في الدّعاء.

وأمّا الإيراد الثّاني: فلا نعلم من منع ذلك تبعاً، وإنّما الخلاف في الصّلاة على غير الأنبياء استقلالاً، وقد شرع الدّعاء للآحاد بما دعاه به النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لنفسه في حديث " اللهمّ إنّي أسألك من خير ما سألك منه محمّد " وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (١). انتهى ملخّصاً.


(١) لَم يُخرِّجه مسلم في صحيحه , وإنما أخرجه الإمام أحمد (٦/ ١٣٤) وابن ماجه (٣٨٤٦) وابن حبان (٣٨٤٦) والحاكم (١/ ٥٢١) من طريق جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة , أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمها هذا الدعاء: اللهمَّ إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لَم أعلم , اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - , وأعوذ .. " الحديث. وصحَّحه الحاكم.
وله شاهد نحوه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أخرجه الترمذي (٣٥٢١) وقال: حديث حسن غريب.
وفي صحيح مسلم (٢٧١٦) عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألتُ عائشة عمَّا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو به الله. قالت: كان يقول: اللهمَّ إني أعوذ بك من شرّ ما عملت ومن شرّ ما لَم أعمل.
لعلَّ هذا هو مراد الحافظ أبي الفضل العراقي شيخ ابن حجر رحمهما الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>