المال , ويعطي الإمام أقارب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بحسب اجتهاده.
القول الثاني: فرّق الجمهور بين خمس الغنيمة وبين الفيء.
فقال: الخمس موضوع فيما عيّنه الله فيه من الأصناف المسمَّين في آية الخمس من سورة الأنفال لا يتعدّى به إلى غيرهم.
وأمّا الفيء: فهو الذي يرجع النّظر في مصرفه إلى رأي الإمام بحسب المصلحة.
وانفرد الشّافعيّ كما قال ابن المنذر وغيره. بأنّ الفيء يخمّس، وأنّ أربعة أخماسه للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وله خمس الخمس كما في الغنيمة، وأربعة أخماس الخمس لمستحقّ نظيرها من الغنيمة.
وقال الجمهور: مصرف الفيء كلّه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
واحتجّوا بقول عمر: فكانت هذه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصّة.
وتأوّل الشّافعيّ قولَ عمر المذكور بأنّه يريد الأخماس الأربعة.
قوله:(مما لَم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركابٍ) أي: لَم يؤخذ بغلبة الجيش , وأصل الايجاف الإسراع في السير.
وكان الكفّار بعد الهجرة مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: وادَعَهم على أن لا يحاربوه ولا يمالئوا عليه عدوّه، وهم طوائف اليهود الثّلاثة قريظة والنّضير وقينقاع.
القسم الثاني: حاربوه ونصبوا له العداوة كقريشٍ.
القسم الثالث: تاركوه وانتظروا ما يئول إليه أمره كطوائف من العرب.