قال ابن حجر في " الفتح " (١١/ ٥٤٢): والغرض منه هنا قوله " لا تقسم " موضع قوله " لا تحلف " فأشار البخاري إلى الردِّ على من قال: إن من قال: أقسمت. انعقدت يميناً , ولأنه لو قال بدل أقسمت حلفتُ لم تنعقد اتفاقاً إلَّا إن نوى اليمين , أو قصد الإخبار بأنه سبق منه حلف، وأيضاً فقد أمر - صلى الله عليه وسلم - بإبرار القسم، فلو كان أقسمت يميناً لأبرَّ أبا بكر حين قالها، ومن ثم أورد حديث البراء عقبه، ولهذا أورد حديث حارثة آخر الباب " لو أقسم على الله لأبره " إشارة إلى أنها لو كانت يميناً لكان أبو بكر أحقَّ بأن يبرَّ قسمه , لأنه رأس أهل الجنة من هذه الأُمّة، وأما حديث أسامة في قصة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالظاهر أنها أقسمت حقيقة، فقد تقدم في الجنائز بلفظ " تُقسم عليه ليأتينها ". والله أعلم. انتهى