للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأنّ عزيمة القلب قدر زائد على أصل القصد.

واختلف الفقهاء هل هي ركن أو شرط؟.

والمرجّح أنّ إيجادها ذكراً في أوّل العمل ركن، واستصحابها حكماً - بمعنى أن لا يأتي بمنافٍ شرعاً - شرطٌ.

ولا بدّ من محذوف يتعلق به الجارّ والمجرور، فقيل: تعتبر , وقيل: تكمّل , وقيل: تصحّ , وقيل: تحصل , وقيل: تستقرّ.

قال الطِّيبيّ (١): كلام الشّارع محمول على بيان الشّرع؛ لأنّ المخاطبين بذلك هم أهل اللسان، فكأنّهم خوطبوا بما ليس لهم به علم إلاَّ من قِبَل الشّارع، فيتعيّن الحمل على ما يفيد الحكم الشّرعيّ.

وقال البيضاويّ (٢): النّيّة عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرضٍ من جلب نفع أو دفع ضرّ حالاً أو مآلاً، والشّرع خصّصه بالإرادة المتوجّهة نحو الفعل لابتغاء رضاء الله وامتثال حكمه. والنّيّة في الحديث محمولة على المعنى اللّغويّ ليحسن تطبيقه على ما بعده وتقسيمه أحوال المهاجر، فإنّه تفصيل لِمَا أُجمل، والحديث متروك الظّاهر لأنّ الذّوات غير منتفية، إذ التّقدير: لا عمل إلاَّ بالنّيّة، فليس المراد نفي ذات العمل لأنّه قد يوجد بغير نيّة،


(١) العلامة شرف الدين. الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبى (بكسر الطاء والباء الموحدة) الدمشقي الحافظ توفى سنة ٧٤٣ هـ. من تصانيفه (الكاشف عن حقائق السنن في شرح مصابيح السنة) للبغوي. هداية العارفين (١/ ٢٨٥).
(٢) عبد الله بن عمر. ستأتي ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>