فإن المذكور من أخص الآخذين عن شيخنا السيد الإمام عبد القادر، والمنتفعين به. ولقد كان أخذُ مثلِه، على مثلِ سيدي عبد القادر - من أعظم إحياء ربوع العلوم، وإقامة سوق تحقيقات المنطوق والمفهوم. ذكر الحافظ السخاوي في "الضوء اللامع" في أثناء ترجمة الحافظ ابن حجر ما نصه: قال ثعلب: إنما يتسع علم العالم بسبب حذق من يسأله، فيطالبه بحقائق الكلام، وبمواضيع النكت؛ لأنه إذا صار طالبه، احتاج إلى البحث والتنقير، والنظر والفكر، فيتجدد حفظه، ويتذكر ما تقدم، انتهى. ولقد منح رب العالمين سبحانه من بحر فضل كرمه الواسع هذا القاضي الإمام ثلاثة أمور، لا أعلم أنها في هذا الزمان الأخير جُمعت لغيره.
١ - الأول: سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها وأصنافها.
٢ - الثاني: سعة التلاميذ المحققين، والنبلاء المدققين، أولي الأفهام الخارقة، والفضائل الفائقة، الحقيق أن يُنشد عند حضور جمعهم الغفير، ولمشاهدة غوصهم على جواهر المعاني التي استخراجُها من بحر الحقائق غير يسير.
إِنَّي إذا حضرَتْني ألفُ محبرةٍ ... تقولُ أخبرَني هذا وحَدَّثني
صاحَتْ بعقوتها الأقلامُ ناطقةً ... هذي المكارمُ لا قعبانُ من لَبَنِ
٣ - الثالث: سعة التصانيف المحررة، والرسائل والجوابات المحبرة، التي تسامى في كثرتها الجهابذة الفحول، وبلغ من تنقيحها وتحقيقها كل غاية وسول.
(كويم من نيزيكي از تلاميذه آن عالي مقام شيخ الإسلام، اكرجه بيك واسطه ودو واسطه بجناب رفيع اُو مي رسم، ودر تفنن علوم قدم بقدم وي - رحمه الله تعالى - مى روم، كو بالغ شأوِ اُو نشوم، وهمجنين در كثرت مؤلفات مانا باستاد خودم، هو جيد در نفس الأمر ريزه جين مائدة اِفادة دى - قدس سره - باشم، آرى زمانه مساعدت بكثرت تلاميذ نمى كند، وجه قسم مي تواند كرد كه دامن حسد