(فأزحفت عليه) هذا رواية المحدثين، لا خلاف لهم فيه. قال الخطابي: كذا يقوله المحدثون. قال: وصوابه والأجود: فأزحفت بضم الهمزة. يقال: زحف البعير إذا قام، وأزحفه. قال الهروي وغيره: يقال أزحف البعير وأزحفه السير، بالألف. وكذا قال الجوهري وغيره. يقال زحف البعير وأزحف، لغتان. وأزحفه السير، وأزحف الرجل وقف بعيره. فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول. بل الجميع جائز. ومعنى أزحف، وقف من الكلال والإعياء. (فعيى بشأنها) ذكر صاحب المشارق والمطالع أنه روى على ثلاثة أوجه: أحدهما، وهي رواية الجمهور: فعيي، بيائين من الإعياء. وهو العجز. ومعناه عجز عن معرفة حكمها لو عطبت عليه في الطريق، كيف يعمل بها. ووجه الثاني: فعي، بياء واحدة مشددة. وهي لغة بمعنى الأولى. والوجه الثالث: فعني، من العناية بالشيء والإهتمام به. (أبدعت) معناه كلت وأعيت ووقفت. قال أبو عبيد: قال بعض الأعراب: لا يكون الإبداع إلا بظلع. (لأستحفين عن ذلك) معناه: لأسألن سؤالا بليغا عن ذلك. يقال: أحفي في المسئلة إذا ألح فيها وأكثر منها. (فأضحيت) معناه صرت في وقت الضحى. (وأمره فيها) أي جعله أميرا فيها ووكيلا، لينحرها بمكة. (نعليها) ما علق بعنقها، علامة لكونها هديا. (رفقتك) المراد بالرفقة جميع القافلة.