للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختصم إليه الزبير وحميد الأنصاري في شِراج الحَرّة (١) كانا يسقيان به. فقال رسول الله للزبير: "اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك". فلما غضب حميد الأنصاري قال رسول الله للزبير: "اسق ثم احبس حتى يبلغ الماء الجَدْر" (٢). قال عروة بن الزبير: وكان رسول الله أشار برأي فيه سعة للزبير وللأنصاري، ثم استوعى رسولُ الله للزبير حقَّه في صريح الحكم (٣).

ومثل قضية كعب بن مالك حين طالب عبد الله بن أبي حدرد بمال كان له عليه، فارتفعت أصواتهما في المسجد، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا كعب وأشار بيده، أي ضع الشطر. فرضي كعب، فأخذ نصف المال الذي له على ابن أبي حدرد (٤).


(١) الشراج - بكسر الشين المعجمة آخره جيم - جمع شَرَج (بالتحريك)، وهو: مسيل الماء. والحَرَّة بفتح الحاء وتشديد الراء أرض متسعة تحيط بالمدينة. اهـ. تع ابن عاشور.
(٢) الجَدّر هو محيط الحوض باصل النخلة. اهـ. تع ابن عاشور.
(٣) تقدم ذكر الحديث: ١٠٢/ ١.
(٤) انظر ٨ كتاب الصلاة، ٨٣ باب رفع الصوت في المساجد، ح ٢. خَ: ١/ ١٢١؛ ٤٤ كتاب في الخصومات، ٤ باب كلام الخصوم بعضهم مع بعض، ح ٢. خَ: ٣/ ٩٠؛ ٥٣ كتاب الصلح، ١٤ باب الصلح بالدين والعين. خَ: ٣/ ١٧٢؛ انظر ٢٢ كتاب المساقاة، ٤ باب استحباب الوضع من الدين، ح ٢٠. مَ: ٢/ ١١٩٢؛ انظر ١٨ كتاب الأقضية، ١٢ باب الصلح، ح ٣٥٩٥. دَ: ٤/ ٢٠ - ٢١؛ انظر ٤٩ كتاب آداب القضاء، ٢٠ باب حكم الحاكم في داره. نَ: ٨/ ٢٣٩؛ انظر ١٨ كتاب البيوع، ٤٩ باب إنظار المعسر، ح ٢٥٩٠. ديَ: ٢/ ٥٧٤؛ حم: ٦/ ٣٩٠؛ ابن الطلاع. أقضية الرسول: ٤٨٩.
وتستخرج من هذا الحديث فوائد كثيرة. منها: جواز المطالبة بالدَّيْن في =

<<  <  ج: ص:  >  >>