للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناقة ولا جمل ولا شاة، دخلَتها وهي دولة معظَّمة فخرجت منها دولةً محطَّمة، ثم جاء الطاغوت الأكبر فأراد أن تكون دولة غير مسلمة، حسبُه جهنّم.

كان من هؤلاء الضبّاط ضابط صغير ملازم اسمه أحمد عزة الرفاعي، وكان ناظراً لم يكن مدرّساً، أي أن عمله صف الطلاّب وإدخالهم الفصول وإخراجهم منها، وكان معلّم الرياضة.

* * *

وكنّا نعيش في عصر نهضة حقيقية بعد نوم طويل، كنّا كأننا فئة عمل (ورشة)، كلٌّ يشتغل وكلٌّ يبذل جهده، وكلّ من كانت له خبرة أو كانت لديه فكرة قدّمها للشباب، وكان الشباب يقبلون كل ما يُقدَّم لهم من خير.

كانت الحماسة ملء جوانح الجميع، المعطين والآخذين. ولو استمرّت هذه الحماسة ولم نُبتلَ بالانتداب (وهو الاستعمار باسم مستعار (١))، ولم نصرف جلّ قوانا لاستعادة استقلالنا لكانت نهضتنا أظهر. على أن النهضة لم تَمُت أيام الانتداب بل بقيَت مستمرّة، نهضة في التعليم، نهضة في الزراعة، نهضة في الصناعة، ولولا الوباء الذي جاءنا أيام الوحدة، وباء الاشتراكية والتأميم، وربط أيدي العاملين بالحبال وسدّ أفواه القائلين عن المقال، لولا هذا ولو استمرّت النهضة الصناعية لكانت سوريا اليوم «يابان» صغيرة.


(١) اسم الاستعمار من أسماء الأضداد، وإنما هو «الاستخراب»، وهو كاسم التبشير الذي هو التنصير والتكفير.

<<  <  ج: ص:  >  >>