للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكلمت عن الفقيدَين الكريمَين الشيخ حسن بن عبد الله وزير المعارف والشيخ عبد الرحمن التونسي مدير مدارس الثغر، ولكني لم أستوفِ الكلام عنهما. وأمامي الآن ظرف كبير فيه رسائل خاصة منهما وكتب رسمية وقرارات وزارية في مشروعات كنت اقترحتها، منها «مشروع تأهيل النابغين»، وأنا أرى الآن العناية بالنابغين وتكريمهم وتشجيعهم، ومشروع «مدرسة التلفزيون» الذي انتهى أمره بعد مراسلات استمرّت شهوراً إلى أن صدر فيه قرار وزاري باسم «مشروع التثقيف التلفزيوني»، تَقرّر فيه تفريغي من عملي في الجامعة لأكون المشرف عليه. واقتراح رفعتُه إلى الوزارة من قديم بتحويل كلية التربية إلى جامعة لا تكلّف الدولة قرشاً، بأن توسَّع الأقسام حتى تصير كلّيات، حتى إنني اقترحت من ذلك اليوم أن تُسمّى «جامعة أم القرى»، قبل إنشاء جامعة أم القرى بسنوات طوال.

وسأكتب إن شاء الله عن ذلك كله بمقدار ما تتّسع له صفحات الجريدة وصدور قُرّائها.

ولكن عليّ أن أذكر قبل ذلك كيف جئتُ المملكة لأعمل فيها، فامتدّت فيها أيامي وطال فيها مقامي، حتى لم أعُد أزور دمشق إلاّ لماماً، مرة في السنوات ذوات العدد، ثم حِيلَ بيني وبينها، فمرت الآن ثماني سنوات ودخلَت التاسعة وأنا لم أرَها، بل أنا لم أجاوز في هذه السنين كلها حدود مكة وجدة. فكيف كان ذلك؟

* * *

كنت كلما زرت المملكة وقابلت من أعرف من أعلامها

<<  <  ج: ص:  >  >>