ما بيننا وبين النصر، ما بيننا وبين أن ننقذ فلسطين إلاّ أن نعود إلى ربنا، وأن نعلم أنها إن كانت تُمِدّ إسرائيلَ وتُعينها وتؤيّدها قوى كبيرةٌ فإن الله أكبر. لقد طالما قلت هذا ياأستاذ ولم يسمع مني أحد. قلت: ما الذي ينقصنا لننتصر على اليهود؟ العدد؟ نحن -المسلمين- ألف مليون فكم عدد اليهود؟ العلم؟ عندنا -معشرَ المسلمين- من العلماء أكثر مما عند اليهود. المال؟ معنا، مع ألف مليون من المسلمين أكثر مما مع اليهود؟ فما الذي ينقصنا؟
ينقصنا الإيمان. لقد قلت في الإذاعة (وأنا أقدم محدّث فيها، أذيع بلا انقطاع من أكثر من خمسين سنة) قلت: إن السلاح لا يُغني عن الإيمان مهما كثر السلاح. فضحكوا مني وسخروا بي، وقالوا: ما يُدريك وأنت شيخ أديب ما العسكرية وما فنون القتال؟ فلما نشر مونتغمري مذكّراته وتكلّم عن القوة المعنوية وقال مثل الذي قلت سكتوا وما قالوا شيئاً. أيسخرون من مونتغمري ويقولون له: أنت لا تدري ما فنون القتال؟
نحن نشكو أدواء في مجتمعاتنا وأعداء تكالبت علينا ومظالم حاقت بنا، فلماذا نواجهها وحدَنا ولا نطلب من الله أن يقف معنا؟ لماذا لا ننصره باتّباع شرعه لينصرنا؟ إننا نريد أن يغيّر الله ما نحن فيه، فما طريق التغيير؟ {إنَّ اللهَ لا يُغيّرُ ما بقَوْمٍ حتى يغيّروا مابأنْفُسِهِم}، فهل غيّرنا ما بأنفسنا إلى ما هو أرضى لربنا وأقرب لديننا؟