للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتزورني فإن زرتك.

الثاني: أن الهمزة لها صدر الكلام، (وإن) لها صدر الكلام؛ وقد وقعا في موضعهما، والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب؛ لأنهما كالشيء الواحد».

وقال الرضي ٢: ٣٦٧: «ولو كان التقدير: أفهم الخالدون لم يقل: فإن مت، بل كان يقول: أئن مت. . . والأصل عدم الحكم بزيادة الفاء».

وفي البرهان ٢: ٣٦٥: «لا يجوز في (فهم) أن ينوي به التقديم، لأنه يصير التقدير: (أفهم الخالدون فإن مت) وذلك لا يجوز؛ لئلا يبقى الشرط بلا جواب؛ إذ لا يتصور أن يكون الجواب محذوفًا يدل عليه ما قبله؛ لأن الفاء المتصلة تمنع ذلك؛ ولهذا يقولون: أنت ظالم إن فعلت، ولا يقولون: أنت ظالم فإن فعلت».

وفي بدائع الفوائد ١: ٤٩: «القرآن مع سيبويه. والقياس أيضًا».

النصوص

في سيبويه ١: ٤٣٣ - ٤٤٤: «هذا باب الجزاء إذا دخلت فيه ألف الاستفهام وذلك قولك: أئن تأتني آتك ولا تكتفي بمن؛ لأنها حرف جزاء و (متى) مثلها، فمن ثم أدخل عليه الألف. تقول: أمتي تشتمني أشتمك، وأمن يقل ذاك أزره. وذلك لأنك أدخلت الألف على كلام قد عمل بعضه في بعض فلم يغيره، وإنما الألف بمنزلة الواو والفاء و (لا) ونحو ذلك لا تغير الكلام عن حاله، وليست كإذ وهل، وأشباههما. . .

فإن قيل: فإن الألف لا بد لها من أن تكون معتمدة على شيء. فإن هذا الكلام معتمد لها؛ كما يكون صلة للذي إذ قلت: الذي إن تأته يأتك زيد، فهذا كله وصل. . .

وأما يونس فيقول: أئن تأتني آتيك. وهذا قبيح يكره في الجزاء، وإن كان في الاستفهام. وقال عز وجل: {أفإن مت فهم الخالدون} [٢١: ٣٤]. ولو كان ليس موضع جزاء قبح فيه (إن)».

<<  <  ج: ص:  >  >>