«ويدلك على أن (قبل) و (بعد) غير متمكنين أنه لا يكون فيهما مفردين ما يكون فيهما مضافين. لا تقول:(قبل) وأنت تريد أن تبني عليها كلاما، ولا تقول: هذا قبل، كما تقول: هذا قبل العتمة».
وقال ابن هشام في المغني ٢: ١٣: «الغايات لا تقع أخبارًا، ولا صلات ولا صفات، ولا أحوالاً، نص على ذلك سيبويه وجماعة من المحققين. ويشكل عليهم {كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين}[٣٠: ٤٢]».
وفي الشمني ٢: ٨٦: «بل الصلة هي (كان أكثرهم مشركين) و (من قبل) ظرف لغو متعلق بخبر (كان).
وفي البحر ٥: ٣٣٦: «الظروف التي غايات إذا بنيت لا تقع أخبارًا للمبتدأ جرت أو لم تجر. تقول: يوم السبت يوم مبارك والسفر بعده. ولا يجوز: والسفر بعد، وعمرو زيد خلفه، ولا يقال: وعمرو زيد خلف، النهر ص ٣٣٤، العكبري ٢: ٣٠. أجاز الفراء في قوله تعالى:{ومن قبل ما فرطتم في يوسف}[١٢: ٨٠].
أن تكون (ما) مصدرية، والمصدر المؤول مبتدأ خبره (من قبل) معاني القرآن ٢: ٥٣. وتبعه الزمخشري. الكشاف ٢: ٢٧٠».